ما تعلمناه! تصميم وتنفيذ أول تدريب افتراضي

أيار 28, 2020

المقدمة


بعد تجربة طويلة في التدريب ناهزت قرابة 21 عاما، أنجزت فيها العديد من الدورات. وصلت إلى مرحلة كنت بحاجة فيها فقط لقراءة المواد التي أعطيت لي، وفي غضون ساعتين، سأكون جاهزًا لتقديم التدريب مع الأنشطة والألعاب والمسابقات والمناقشات والاختبارات المفاجئة، إلخ…. كنت على استعداد لمواجهة أي تحد يحدث خلال الدورة.

ثم جاء التدريب الافتراضي (عن بعد).

 

بعد أن حضرت في القليل منها، لاحظت، بدون عناء، كم كانت مُمِلّة. خلال الجلسات، وجدت نفسي أهتم بأشياء أخرى جانِبِيّة (كالتحقق من رسائل البريد الإلكتروني، والتواصل مع بعض الأصدقاء، وتحضير قائمة التسوق الخاصة بي، وتناول مشروب أو اثنين، إلخ…) وحتى أنني نمت أكثر من مرة واستيقظت بعد انتهاء الجلسات!

 

 عار علي، أليس كذلك؟

 

حسنًا، دفاعاً عن نفسي، كل ما فعلته هو الجلوس على كرسيي أمام الشاشة للاستماع ومشاهدة المدرسين وهم يقرؤون محتوى الشرائح الواحدة تلو الأخرى. في بعض الأحيان كانوا يُشرِكوننا، ولكن بعد ذلك، كانت المناقشات بطيئة جدًا، وبدت الأصوات رتيبة، وكان لبعضهم نبرة صوت معينة ارغمتني على إزالة سماعات الأُذن في كل مرة بدأوا الحديث.

 

لِنكُن منصفين، لو كُنّا في فصل دراسي عادي، لما كانت الأمور سيئة لهذه الدرجة. كان بإمكان المدرس رؤية جميع المشاركين وقراءة لغة جسدهم والتفاعل المباشر مع كل مشارك؛ لن يكون هناك أي ميكروفونات أو سماعات أُذُن، وسيكون التواصل مباشر. قد يُشرِكك أيضًا في الأنشطة الجماعية والألعاب التي تتطلب الحركة وتقلل من الركود.

 

قبل بضعة أشهر، أُتيحت لي الفرصة لتصميم وتنفيذ برنامج افتراضي بنفسي. لقد كان أول برنامج دراسي افتراضي كامل لي من البداية إلى النهاية، حتى بعد الجلسات العديدة التي حضرتها فعليًا ونفَّذتُها شخصيًا، تعلمت العديد من الدروس من هذه التجربة.


وضع الأمور في إطارها


كما وعدت لشبكتي، سأشاركم تجربتي. ولكن، دعونا نضع بعض الأشياء في إطارها:

 

ـ هذه تجربتي الشخصية: يمكن أن يكون لدى الميسرين/المدربين الآخرين وجهات نظر مختلفة حول مواقف مماثلة

ـ إنه برنامج إداري: كانت هذه الدورة ذات صبغة إدارية تطبيقية. لقد تم التخطيط لها مع التنفيذ الميداني وقد تكون مختلفة بمحتوى مختلف

ـ تم تنفيذ هذا البرنامج إلى رؤساء أقسام متمرسين والمشرفين المتطلعين للقيادة: يمكن أن يؤدي جمهور مختلف إلى تجربة مختلفة

ـ تم استخدام منصة GoToTraining من Citrix لهذا البرنامج: يمكن أن توفر منصات مختلفة نتائج مختلفة

ـ لا ننسى COVID19: حدث هذا البرنامج خلال ظهور الوباء وكانت الموارد محدودة

 

آخذين كل ما سبق بعين الإعتبار، قمنا بتطوير برنامجنا للوصول للأهداف الأساسية التالية  كما اعتدنا دائما:

١- العائد على الاستثمار التنموي

٢- تجربة تعليمية لا تُنسى

 

بشكل عام، على الرغم من صعوبة التجربة، فقد كانت ممتعة أيضًا


“ماذا” و “كيف”


بعد أن عشت تجربة المشارك، فأنا على استعداد للذهاب إلى الجانب الآخر، الجانب المثير، جانب المطوِّر / المدرب / الميسّر. لذا، بدءًا من النهاية – التي هي الهدف لكل جلسة – سألت نفسي السؤالين التاليين:

 

ـ ماذا: ما هي المراحل التي أحتاجها لقيّادة المشاركين إلى هذا الهدف؟

ـ كيف: كيف سأصل بهم هناك بطريقة استثنائية لا تنسى؟


“ماذا”: توصيات حول المحتوى


المحتوى الجذاب يكون “قصير وسلس”:

ـ مواد ما قبل الدورة: القراءة / الفيديو / التسجيلات الصوتية وكل التعلم الذاتي للمشاركين.

ـ مدّة الحصَّة الواحدة لا تقلّ عن 60 دقيقة، ولا تزيد عن 90 دقيقة.

ـ صمم خطوات التعلم لتقديمها في 5-10 دقائق.

ـ اعرض شريحة كل 10 دقائق (يجب أن تكون جَذّابة الشكل):

ـ الخط (مقاس 16 أو أكثر).

ـ صور/رسومات جيدة ( حجم بحد أدنى 1280 X 854 بكسل(Pixel) – قم بتغيير الحجم كما يحلو لك).

ـ يمكن مشاركة ملف الشرائح كدليل مرجعي للمشاركين بعد الجلسة.

ـ أشرِك الحاضرين باستخدام مقاطع الفيديو والألعاب والأسئلة والمناقشات والاستطلاعات والاختبارات و/أو المناقشات بعد كل خطوة تعليمية.

ـ احرص على تلخيص كل مرحلة تعلم.


“ماذا”: توصيات بخصوص التجهيزات


 قد يستطيع البعض توفير الأدوات والتجهيزات، وربما البعض الآخر، لن يستطيعوا. الحقيقة هي أن هذه المعدات تساعد، يبقى دورك أنت، المدرب / الميسر، هو الأهم.

 

للميسرين / المدربين:

تعتبر أجهزة الحاسوب المكتبية والمحمولة مثالية. الأجهزة اللوحية لها وظائف محدودة. (لديّ Sony Vaio من سنة 2012 وهو يعمل بشكل مثالي).

 

ـ شاشة كبيرة عالية الدقة (29 بوصة كحد أدنى) كشاشة مكتب أو شاشة إضافية لتوسيع نطاق الحاسوب المحمول.

 

ـ يوصى باستخدام لوحة مفاتيح مريحة ذات حجم عادي مع فأرة متعددة الوظائف. إذا كان لديك جهاز حاسوب محمول، فإن استعمالهما سوف يجنِّبك آلام الكتف والرقبة.

 

ـ كرسي المكتب يجب أن يكون مريحاً لحماية ظهرك. وضع الأرجل بشكل مريح على الأرض (أو على مسند قدم) يُجنِّبك آلام أسفل الظهر.

 

ـ انترنت عالي السرعة :

ربط الإنترنت السلكي إلى الحاسوب هو الأمثل.

اتصال الإنترنت اللاسلكي: تأكد من أنك قريب بما فيه الكفاية من المودم اللاسلكي WIFI.

سرعة تدفّق بحد أدنى 12 ميجابايت/ثانية: إذا كنت في المنزل ، أوقف كل عمليّات التخزين مؤقتًا (Dropbox، OneDrive، Google Drive وما إلى ذلك) وصناديق البريد الإلكتروني الخاصة بك وكذلك جميع مجموعات البث المباشر في حاسوبك الخاص. تأكد أيضًا من عدم وجود دفق فيديو أو صوت أثناء الجلسة. لأنّك تحتاج كامل عرض التردد.

 

ـ كاميرا عالية الوضوح p1080 مع تحكّم يدوي للحجب. الكاميرا المدمجة في الحاسوب المحمول محدودة المُواصفات ولا تحميك من محاولات تجسّس القراصنة. يجب أن يكون موضع الكاميرا بعيدًا بما يكفي لإظهار رأسك وكتفيك وجزء من صدرك، على بعد 80 إلى 100 سم من وجهك.

 

ـ سماعات أذن خارجية لاسلكية أو سلكية . ستقدر قيمتها إذا كان لديك جلسات متعددة. الاستعمال المطوّل لِسماعات الأذن الداخلية يُمكِن أن يتسبَّب في بعض الأوجاع الداخلية للأذنين.

 

ـ ميكروفون مكثف رقمي، Cardioid Digital Condenser، موصول بِUSB، هو الذي ننصح به لأنّه يتلقى الصوت فقط من جانب واحد وبالتالي يمنع الضوضاء الخارجية الأخرى من التشويش على الدورة. الميكروفونات المُجهِّزة للهواتف المحمولة العادية تَبقى محدودة الإمكانيّات.

 

ـ لوحة الرسم الرقمية: تُستعمل للعرض المباشر على السبورات البيضاء الرقمية إذا لم يكن لديك حاسوب محمول أو جهاز لوحي مزود بشاشة تعمل باللمس.

 

ـ يجب أن يتطابق حجم المكتب مع مختلف الأجهزة التي ذُكِرت سابقا، بما في ذلك مفكرة وقلم الملاحظات الشخصية. ارتفاع المكتب بالنسبة إلى الكرسي مُهِمّ جدًّا لتجنُب آلام الكتف والرقبة.

 

ـ ألوان الخلفية مهمة جدًا لأنها يمكن أن ُتأثِر على لون وجهك فتجعله مضيئا أو داكنا، مما قد يُأثِّر بدوره سلبا أو إيجابا على تركيز المشاركين. بإمكانك الحصول أيضاً على خلفية افتراضية مثل تلك المستخدمة في Zoom ، لكنها تبقى افتراضية. الألوان الطبيعية الخفيفة مع بعض الرفوف والكتب والنباتات هي المُحبَّذة إطلاقاً. لا تنسى تجنب الفوضى.

 

ـ الإضاءة: النقطة الأخيرة ولكن بنفس أهمية جميع النقاط السابقة. ضوء النهار هو الموصي به. يجب أن تكون الظلال على وجهك ضئيلة. بطريقة مثالية، ضَع خلف الكاميرا مصدران للضوء، 60 سم فوق مستوى الكاميرا، واحد على كل جانب يجعل زاوية 45 درجة مع وجهك لإزالة الظلال ومنع الانعكاس في نظارتك إذا كنت تحملُها.

 

للمشاركين:

يمكن للمشاركين حضور الجلسات الافتراضية VCT عبر العديد من الأجهزة المختلفة (الحاسوب الشخصي ، MAC ، الكمبيوتر اللوحي، الهواتف المحمولة Android أو IOS)؛ ومن المستحسن أن يكون لديك شاشة مقاس 10 بوصات على الأقل لتتمكن من متابعة المحتوى الذي يشاركه الميسر.

ـ انترنت ذو سرعة عالية (كما ذكر أعلاه).

ـ سماعات مع ميكروفون مدمج.

ـ الكاميرا الداخلية للجهاز كافية.


“كيف”


بعد تجهيزالمحتوى والأدوات والمعدات ،  جاء وقت استخدامها.

 

تعلم وجَرِّب وظائف منصة التعليم المُستَخدمة

ـ شاهد مقاطع الفيديو من الدروس.

ـ اكتشف خصائص وفوائد كل ميزة.

ـ مارس استخدامها من جانب المدرّب وجانب المشارك.

تستخدم معظم منصات التدريب الافتراضية ميزات مشتركة مثل الكاميرا، والصوت، والدردشة، والاستطلاع، والسبورة، ومشاركة الشاشة والمحتوى، والمؤقت ، إلخ. . وبعض المنصات لديها المزيد. تأكد من تجربة كل وظيفة لرؤية النتيجة من منظور المشارك.

 

تصميم التدفق

يعد تصميم التدفق عاملاً أساسيًا لنجاح الجلسة، ويبدأ من الإعداد لما قبل الجلسة إلى خطط العمل واختبارات ما بعد الجلسة.

على عكس التدريب في غرف مجهزة حيث يمكنك اقتراح نشاط بسرعة وإشراك الجميع ، تتطلَّب الجلسات الافتراضية إعدادا مُسبّقا.

من الأفضل تحضير الجلسة بدأ من النهاية لاختيار أحسن مسار يمكن اتباعه.

 

ـ هدف التعلم

 

ـ خطة العمل

 

ـ أسئلة الاختبار

 

ـ نقاط التعلم (المعلومات ، والشرائح ، والعرض ، والمناقشة ، والنشاط ، والملخص)

 

ـ نقاط تعلم أخرى إذا سمح الوقت بذلك

 

ـ العروض التقديمية

 

ـ كسر الجليد

 

 

 

يجب تصميم كل شيء وتحميله للاستعمال على شاشة الحاسوب (فتح العديد من نوافذ التبويب لتكون جاهزة للاختيار السريع).

 

تأتي الآن مرحلة الاختبار الأولى. هذا هو التدفق الذي اتبعته:

 

ـ قُمتُ بإحداث دورة تجريبية على المنصة وأعددت جميع المواد التدريبية اللازمة: العمل والقراءة المسبقة ، والاستطلاعات ، والاختبارات ، ومقاطع الفيديو ، وأعدت أيضًا الاختبارات التي يتعين القيام بها بعد الجلسة.

 

ـ دعوتُ نفسي للحضور كمشارك باستخدام عنوان بريد إلكتروني آخر.

 

ـ ترسل المنصة بريدًا إلكترونيًا تلقائيًا. تم مراجعة البريد الإلكتروني (المحتوى والروابط والدقة).

 

ـ قمت بتسجيل مشاركتي باستخدام هذه الروابط والتحقق من البريد الإلكتروني الترحيبي الآلي. تم مراجعة أيضا محتوى هذا البريد الإلكتروني.

 

ـ بدأتُ الجلسة كمضيف وانضممتُ كمشارك على الجهاز الآخر.

 

ـ قمت بتعديل الأضواء والميكروفون وصوت سماعات الأُذُن والكاميرا ووضعية الجلوس.

 

ـ قمت بتنفيذ الشرائح ، الفيديو ، مشاركة الملفات وقمت بالتعديلات اللازمة.

 

ـ بمجرد أن أصبح كل شيء جاهزًا ، أنهيت الجلسة وانتظرت رسائل البريد الإلكتروني الآلية.

 

ـ تم أيضا مراجعة رسائل البريد الإلكتروني والتعليمات.

 

بعد هذه التجربة الأولى، قمت بتنظيم جلسات مماثلة مع أصدقائي وزملائي من 4 مناطق زمنية مختلفة للحصول على معلومات إضافية والتأكد من أن كل شيء على ما يرام.

 

ماذا يمكن أن نتوقع خلال دورة افتراضية؟

مرحلة الاختبار تُظهِر لنا مجالات التحسين. فيما يلي بعض التحديات الرئيسية التي من الممكن ان تعترِضنا:

ـ مشاكل الإنترنت.

ـ جدران الحماية في الشركات الكبيرة.

ـ قدرة المشاركين على استعمال التقنيات الجديدة.

ـ قدرة المشاركين على التأقلُم مع أساليب التواصل الجديدة.

يمكن التعامل مع مشكلات الإنترنت وجدران الحماية بالتواصل مع الإدارة جهة العميل ، ومع ذلك، فإنه من الضروري مشاركة المعطيات الفنية مسبقًا وبكل وضوح مع العميل لتفادي بعض المفاجئات المُأثِّرة سلبيا على سير الدورة.

بالنسبة للمشاركين ، وبما أن هذه التقنية جديدة نسبيًا ، فقد نظمتُ جلسة اختبار مع مجموعة جديدة بمواد ، واختبارات ، واستطلاعات تجريبية. كان الهدف الرئيسي من هذا العمل هو عرض الوظائف عليهم وكيفية استخدامها.

خلال الجلسة، طرحتُ على المشاركين العديد من الأسئلة للتأكد من إمكانية تقييم المحتوى وإجراء التغييرات اللازمة.

المجالات التي تم تقييمها هي:

ـ ردود الفعل الفورية (رفع اليد، تصفيق، إلخ).

ـ الدردشة

ـ الصوت: صوت واضح، بلا صدى، بلا ضوضاء.

ـ الفيديو: واضح ومشرق إلى حد ما.

ـ مشاركة الشاشة: اختيار ما تتم مشاركته وإمكانية قراءته.

ـ غرف النشاطات: ينضم المدرب إلى كل غرفة ويختبر نفس الخصائص.

ـ الاختبارات.

ـ تنزيل المواد.

ـ استمارات التعليق.

ـ السبورة الافتراضية.


نصائح


١- اختر اللِباس المناسب، فأنت مركز الاهتمام.
٢- انظر إلى الكاميرا عندما تتواصل واحرص على ان تكون مرئيا بوضوح من طرف الجميع.
٣- تكلم بوضوح: أن الاتصال بالإنترنت يُمكِن أن يمثِّل مشكلة لبعض المشاركين.
٤- ابتسم.
٥- كُن صبوراً عند طرح السؤال: توقع تأخير الإجابة.
٦- أَغلِق الميكروفون عندما لا تتحدث تحسُّباً لأي ضوضاء واطلب من المشاركين أن يفعلوا كذلك عندما لا يتحدثون. وإذا لم يفلح ذلك، اطلب منهم فتح الميكوفون من جهتهم و يمكنك التحكم بها بنفسك. اطلب منهم إعادة تشغيل الصوت لمن يريد التحدّث.
٧- تأكد من أنهم باستمرار على علم بما قمت به، وماذا تفعله الآن، وماذا ستفعله بعد ذلك.
٨- راقب باستمرار نوافذ الدردشة والتعليقات الفورية لتَتَفاعل مباشرة مع أي تساؤل أو تعليق من المشاركين.
٩- ابدأ الجلسة دائمًا قبل 10 دقائق للتواصل والتعرّف على المشاركين الحاضرين.
١٠- ابدأ وانتهي دائمًا في الوقت المحدد.
١١- لا يمكن الإعتماد على التكنولوجيا ، كن جاهزا بحلول بديلة لإكمال الدورة.
١٢- أثناء مشاركة الشاشة، تَحَكّم في حركة الفأر / المؤشر للمحافظة على التركيز.
١٣- قم بتضمين مقاطع فيديو دون بَثِّها، فقد يؤثر ذلك على جودة الاتصال بالأنترنت.
١٤- مرجع للقراءة: التدريبات الافتراضية الناجحة لِدارلين كريستوفر.

 

لمزيد من المعلومات حول التدريب الافتراضي ، لا تتردد في الاتصال بنا عن طريق حجز استشارة مجانية أو عن طريق ملء هذا النموذج.

OUR RECENT ARTICLES